شائعات ومنتديات وكبار مضاربين (( جريدة عكاظ ))

الشائعات ومنتديات الأسهم من أدوات كبار المضاربين للتأثير على السوق
المتداولون يطالبون بضخ أموال استثمارية والسماح للشركات القيادية بشراء أسهمها

صالح الزهراني ـ جدة
ما زالت حالة التشاؤم تخيم على المتداولين في سوق الأسهم الذي أنهى تعاملاته أمس بالكثير من الخسائر إثر النزول الحاد في أسعار الشركات المتداولة.. مطالبين بضرورة تدخل الصناديق الحكومية لوقف الانهيار عبر ضخ أموال استثمارية في السوق وشراء أسهم بعض الشركات القيادية. ودعوا إلى ضرورة إيجاد صانع سوق يقوم بدوره الحقيقي ويعمل على رفع كفاءة السوق والمحافظة على أموال المستثمرين ويحد من التجاوزات والهبوط الحاد غير المبرر متوقعين أن تكون إجازة عيد الأضحى المبارك التي تبدأ الأربعاء 5/12/1429هـ ستكون فترة نقاهة للسوق. ولاحظت «عكاظ» خلال جولتها أمس على عدد من صالات البنوك استحواذ قضية “انهيار السوق” وغياب الشفافية من قبل المؤسسات المالية على اهتمامات المتعاملين حيث قال عبدالله صالح الغامدي إن حالة التشاؤم التي تخيم على المتداولين في السوق بعد الهبوط الحاد في الأسعار طغت بشكل أكبر على نفسيات المتداولين مشيرا إلى أن عودة الثقة إلى سوق تتطلب ضخ سيولة نقدية جديدة ما يؤدي إلى انتعاش السوق وتوقف الخسائر. من جانبه قال فهد العمري إن حالة الهبوط التي لحقت بسوق الأسهم تقترب من حالة الانهيار في فبراير 2006، وأشار إلى أن المتداولين تعرضوا خلال الفترة الماضية إلى خسائر طائلة وأن الكثير منهم أبدوا تذمرهم لدرجة تأكيدهم على الخروج من السوق، وقال إن إجازة عيد الأضحى ربما تكون فرصة حتى يستعيد السوق أنفاسه من جديد ويعاود الصعود.
أما عبدالكريم السيد فدعا هيئة سوق المال إلى أن تتخذ الإجراءات التي يمكن من خلالها خلق تركيبة سليمة تضبط حركة السوق على المدى الطويل ومنها على سبيل المثال تنظم عمليات السوق وإنشاء هيئة لمتابعة القرارات وأخرى للرقابة لرصد المخالفات.
من جهته قال الكاتب الاقتصادي فضل بن سعد البوعينين إن الشائعات ليست بالأمر الجديد على سوق الأسهم فهي جزء لا يتجزأ من مكوناته الأساسية، ويخطئ من يعتقد غير ذلك وأوضح أن أكثر من 60% من المتداولين يعتمدون على منتديات الأسهم كمصدر من مصادر المعلومات التي لا تخلو في أحيان كثيرة من توصيات الشراء، البيع، الخروج من السوق، ومثل هذه التوصيات لا يمكن أن تصنف ضمن الخدمات المجانية، فهي أداة من أدوات كبار المضاربين يستخدمونها الاستخدام الأمثل للتأثير على السوق والمتداولين لتحقيق أهدافهم المشبوهة، ورأى أن الشائعات هي إحدى وسائل الهدم المدمرة للسوق والمتداولين، وقد اكتسبت في الآونة الأخيرة أساليب جديدة لم تكن معروفة من قبل، كرسائل الجوال المزورة الموقعة من بنوك تجارية، أو الرسائل الإلكترونية تبعث من دوائر إلكترونية مزورة تنتحل العناوين الأصلية لبعض البنوك، المكاتب الاستشارية، أو بيوت الخبرة، ما يعطيها مزيدا من الثقة وقوة التأثير في المتلقي.


جريدة عكاظ
الخميس 28/11/1429