منتدى عائلة الغنام ( عيال أبو محمد ) الله يطول بعمره
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قصص من التاريخ3

اذهب الى الأسفل

قصص من التاريخ3 Empty قصص من التاريخ3

مُساهمة من طرف ابو غنام الأحد نوفمبر 30, 2008 2:38 pm

من اللطائف والغرائب الدالة على الوفاء بالذمم

ما حكاه بعض خدم المأمون قال : طلبني ليلة وقد مضى من الليل ثلثه
فقال لي : خذ معك فلانا وفلانا وسماهما أحدهما على بن محمد والآخر دينار الخادم واذهب مسرعاً لما أقول لك فإنه قد بلغني أن شيخاً يحضر ليلاً إلى دور البرامكة وينشد شعراً ويذكرهم ذكراً كثيراً ويندبهم ويبكي عليهم ثم ينصرف فامض الآن أنت وعلي ودينار حتى تروا هذه الخربات فاستتروا في بعض الجدران فإذا رأيتم الشيخ قد جاء وبكى وندب وأنشد شيئاً فاتوني به.
قال : فأخذتهما ومضينا حتى أتينا الخربات وإذا نحن بغلام قد أتى ومعه بساط وكرسي جديد وإذا بشيخ وسيم له جمال وعليه مهابة ووقار قد أقبل فجلس على الكرسي وجعل يبكي وينتحب ويقول :
ولما رأيت السيف جندل جعفرا ....... ونادى مناد للخليفة في يحيى
بكيت على الدنيا وزاد تأسفي ......... عليهم وقلت الآن لا تنفع الدنيا

مع أبيات أطالها ورددها فلما قبضنا عليه وقلنا له أجب أمير المؤمنين فزع فزعاً شديداً وقال : دعوني حتى أوصي وصية فإني لا أوقن بعدها بحياة ثم تقدم إلى بعض الدكاكين فاستفتح وأخذ ورقة وكتب فيها وصية ودفعها إلى غلامه ثم سرنا به ، فلما مثل بين يدي أمير المؤنين زجره وقال له : ومن أنت ؟ وبماذا إستوجبت البرامكة منك ما تفعله في خرائب دورهم وما تقوله فيها .
فقال : يا أمير المؤمنين إن للبرامكة عندي أياد خطيرة أفتأذن لي أن احدثك حديثي معهم ؟
قال : قل .
قال : يا أميرالمؤمنين أنا المنذر بن المغيرة من أولاد الملوك وقد زالت عني نعمتي كما تزول عن الرجل فلما ركبني الدين واحتجت إلى بيع مسقط رأسي ورؤوس أهلي أشاروا علي بالخروج إلى البرامكة فخرجت من دمشق ومعي نيف وثلاثون إمرأة وصبي وليس معنا ما يباع ولا ما يوهب حتى دخلنا بغداد ونزلنا في بعض المساجد فدعوت بثويبات لي كنت قد أعددتها لأستمنح بها الناس فلبستها وخرجت وتركتهم جياعاً لا شيء عندهم ودخلت شوارع بغداد سائلاً عن دور البرامكة فإذا أنا بمسجد مزخرف وفيه مائة شيخ بأحسن زي وزينة وعلى الباب خادمان فطمعت في القوم وولجت المسجد وجلست بين أيديهم وأنا أقدم وأوجز والعرق يسيل مني لأنها لم تكن صناعتي وإذا بخادم قد أقبل فدعا القوم فقاموا وأ،ا معهم فدخلوا دار يحيى بن خالد ودخلت معهم وإذا بيحيى جالس على دكة له في وسط ستان فسلمنا وهو يعدنا مائة واحد وإذا غلام أمرد قد عذر خداه خداه أقبل من بعض المقاصير بين يديه مائةخادم ممنطقون في وسط كل خادم منطقة من ذهب يقرب وزنها من ألف مثقال ومع كل خادم مجمرة من ذهب قطعة من عود كهيئة الفهر قد قرن بها مثلها من العنبر السلطاني فوضعوه بين يدي الغلام إلى جنب يحي ثم قال يحيى للقاضي : تكلم وزوج بنتي عائشة من أبن عمي هذا فخطب القاضي وزوجه وشهد اولئك الجماعة وأقبلوا علينا بالنثار ببنادق المسك والعنبر فالتقطت والله يا امير المؤمنين ملء كمي ونظرت فإذا نحن في المكان ما بيني والمشايخ وولده والغلام مائة واثنى عشر رجلا فيخرج الينا مائة واثنا عشر خادما مع كل خادم صينية من فضة عليها الف دينار فوضعوا بين يدي كل رجل من صينية فرأيت القاضي والمشايخ يصبون الدنانير في أكمامهم ويجعلون الصواني تحت اباطهم ويقوم الأول فالأول حتى بقيت وحدي بين يدي يحيى لا أجسر على أخذ الصينية فغمزني الخادم فجسرت وأخذتها وجعلت الذهب في كمي وأخذت الصينية في يدي وقمت وجعلت ألتفت إلى ورائي مخافة أن أمنع من الذهاب بها فبينما أنا كذلك في صحن الدار ويحيى يلحظني أذ قال للخادم ائتني بذلك الرجل فرددت إليه فأمر بصب الدنانير والصينية وما كان في كمي ثم أمرني بالجلوس فجلست فقال لي : ممن الرجل ؟ فقصصت عليه قصتي .
فقال للخادم : ائتني بولدي موسى فأتى به فقال : يا بني هذا رجل غريب فخذه إيك واحفظه بنفسك وبنعمتك فقيض موسى على يدي وأدخلني إلى دار من دوره فأكرمني غاية الكرام وأقمت عنده يومي وليلتي في ألذ عيش وأتم سرور فلما أصبح دعا بأخيه العباس وقال : إن الوزير قد أمرني بالعطف على هذا الرجل وقد علمت اشتغالي في دار امير المؤمنين فأقبضه إليك وأكرمه ففعل ذلك وأكرمني غاية الإكرام فلما كان من الغذ تسلمني أ×وه ثم لم أزل في أيدي القوم يتداولنني عشرة أيام لا أعرف خب عيالي وصبياني أفي الأموات هم أم في الأحياء فلما كان اليوم الحادي عشر جاءني خادم ومعه جماعة من الخدم فقالوا في : قم فاخرج إلى عيالك بسلام .
فقلت : وا ويلاه سلبت الدنانير والصينية وأخرج إلى عيالي على هذه الحالة إنا لله وإنا إليه راجعون فرفع الستر الأول ثم الثاني ثم الثالث ثم الرابع فلما رفع الخادم الستر الأخير قال لي : مهما كان لك من الحوائج فارفعها الى فإني مأمور بقضاء جميع ما تأمرني به فلما رفع الستر رأيت حجرة كالشمس حسنا ونورا واستقبلني منها رائحة الند والعود ونفحات المسك وإذا بصبياني وعيالي يتقلبون في الحرير والديباج وحمل إلي ألف ألف درهم وعشرة آلاف دينار ومنشورين بضيعتين وتلك الصينية التي كنت أخذتها بما فيها من الدنانير والبنادق وأقمت يا أمير المؤمني مع البرامكة في دورهم ثلاث عشرة سنة لا يعلم الناس أمن البرامكة أنا أم رجل غريب إصطنعوني فلما جاءتهم البلية ونزل بهم من أمير المؤمني الرشيد ما نزل أجحفني عمرو بن مسعدة وألزمني هاتين الضيعتين من الخراج ما لا يفي دخلهما به فلما تحامل علي الدهر كنت في آخر الليل أقصد خربات القوم فأندبهم وأذكر حسن صنيعهم إلى وأشكرهم على إحسانهم .
فقال المأمون : على بعمرو بن مسعدة فلما أتى به قال له : يا عمرو أتعرف هذا الرجل ؟
فقال المأمون : على بعمرو بن مسعدة فلما أتى به قال له : يا عمرو أتعرف هذا الرجل ؟
قال : نعم يا أمير المؤمنين هو بعض صنائع البرامكة .
قال : ألزمته في ضيعتيه ؟
قال : كذا وكذا
قال : رد كل ما أستأديته منه في مدته ووقع له بهما ليكونا له ولعقبه من بعده .
قال : فعلا نحيب الرجل وبكاؤه فلما رأى المأمون كثرة بكائه قال : يا هذا قد أحسنا اليك فلم تبكي ؟
قال : يا أمير المؤمنين وهذا أيضا من صنائع البرامكة اذ لو لم آت خرباتهم وأندبهم حتى اتصل خبري بامير المؤمنين ففعل بي ما فعل فمن اين كنت أصل إلى أمير المؤمنين .
قال إبراهيم بن ميمون : فلقد رأيت المأمون وقد دمعت عيناه وظهر عليه حزنه وقال لعمري هذا من صنائع البرامكة فعليهم فابك وإياهم فاشكرو ولهم فاوف ولإحسانهم فاذكر
ابو غنام
ابو غنام
Admin

عدد الرسائل : 163
تاريخ التسجيل : 25/11/2008

https://ghannam.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى