قصص من التاريخ

قصة سبكتكين وفضل الإحسان إلى الحيوانات

نقل أن السلطان المقتدر السلطان سبكتكين كان صياداً من سكان النيشابور ولم يكن له من متاع الدنيا إلا فرس فركب يوما وذهب للصيد كما كانت عادته فرأى ظبيا معه فصيلته فقصدها ففر الظبي واصطاد الفصيله فشده على رديفه ورجع فلما ذهب قدراً من الطريق نظر إلى خلفه فرأى الظبي يجيء قفاه وينظر إليه حسرة فعلم من حاله أنه يطلب فصيلته ولها يمشي في قفاه فرق وأشفق عليه فقال في نفسه الصيد وإن كان حلالاً ومباحاً لي لكن الترحم على هذا الظبي أولى من هذا الصيد فوضعه على الأرض فأخذ مع أمه بطريقهما وكان السبكتكين ينظر اليهما فرأي الظبي قد يرجع وينظر إليه بحالة كأنه يدعو له فرجع إلى منزله فرأى الليلة رسول الله صلى الله عليه وآله في منامه قال له : يا سبكتكين إن الله أعطاك السلطنة والدولة العظمى بشفقتك وترحمك على الظبي فيجب عليك أن تراعي ذلك في رعيتك لتدوم دولتك فما مضى زمان حتى استقر عليه سرير الملك الكبير والعز المستدام فانتقل منه بعد ما كان عليه ، وعاش ما عاش إلى إبنه السلطان محمود .

حكاية ظريفة
حكي أنه كان لرجلاً ندماء لا يفارقهم فخرج في بعض منتزهاته ومعه ندماؤه ، فتخلف منهم واحد ، فدخل على زوجة الرجل فأكلا وشربا واضطجعا فوثب الكلب عليهما فقتلهما فما رجع الرجل إلى منزله وجدهما قتيلين فعرف الأمر وأنشأ يقول :
وما زال يرعي ذمتي ويحوطني ويحفظ عرسي والخل يخون
فيا عجبا للخل يهتك حرمتي ويا عجبا للكلب كيف يصون

( يقال ) من طبع الكلب أنه يكرم أهل الوجاهة من الناس ولا ينبحهم ، وينبح أهل الرثاثة ، وإليه أشار الشاعر :

يمشي الفقير وكل شيء ضده والخلق تغلق دونه أبوابها
وتراه ممقوتاً وليس بمذنب ويرى العداوة لا يرى أسبابها
حتى الكلاب إذا رأت ذا بزة هشت إليه ولوحت أذنابها
وإذا رأت يوما فقيراً معدما وثبت إليه وكشرت أنيابها .